هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    توبة الفنانة سهير البابلي

    avatar
    ريهام
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 38
    نقاط : 115
    تاريخ التسجيل : 08/03/2011

    توبة الفنانة سهير البابلي  Empty توبة الفنانة سهير البابلي

    مُساهمة من طرف ريهام السبت يونيو 04, 2011 11:47 am

    اسمها (سهير حلمي إبراهيم البابلي).. أقدر ممثلة مسرحية، كانت موجودة على مستوى الحقل الفني العربي.. قدمت أكثر من مائتي عمل فني مسرحي وسينمائي وتلفزيوني.. لعل أشهرها "مدرسة المشاغبين" التي كرَّست ما أرادت أن تصلحه من خلال الانطباع الخاطئ الذي تسلل إلى عقول وقلوب التلاميذ من المحيط إلى الخليج.. ومنذ 13 سنة وهي ترتدي الحجاب الشرعي شكلاً ومضموناً.. وتدخر حياتها للكلمة الطيبة التي تنفع الناس وتمكث في الأرض.. مؤمنة أن الفنان المسلم هو الذي يسخر ما آتاه الله من مواهب لتقديم البديل الحلال الذي يمثل فريضة دينية وضرورة دعوية، التقيناها.. وكان هذا الحوار:
    ...............؟
    كل ما أستطيع تذكره أنني كنت مؤمنة بالحجاب منذ زمن طويل.. إلى أن جاءت لحظة الصدق مع الله والنفس.. حين استيقظت من نومي مبكراً ودخلت إلى حجرتي.. وجلست على الأرض.. وفتحت كتاب الله تعالى.. وظللت أقرأ.. حتى احتواني القرآن في رحمته.. ودخلت عليَّ ابنتي "نيفين" ومعها حفيدتي "سارة" فطلبت منها "الطرحة" ووضعتها على رأسي.. ودخلت في رحاب الله تعالى.. الذي لا يرد سائلاً، ولا يخيب نائلاً...
    ...............؟
    بفضل الله تعالى أنا محجبة منذ 13 سنة، وكان في نيتي التحجب قبلها بخمس سنوات.. ولكن كل شيء عنده بمقدار.
    ...............؟
    اسمي: "سهير حلمي إبراهيم البابلي".. وديانتي: مسلمة، وأثناء تقديم مسرحيتي "العالمة باشا" قال لي د.مصطفى محمود: يا سهير.. أنت سيدة عظيمة، وممثلة ممتازة، أنت اللي عندنا.. لكن المسرحية الأخيرة ما كانتش عاجباني..!!! وفهمت تماماً ما يقصده هذا المفكر العملاق.. فقلت له: تتصلح.. والحمد لله إنها اتصلحت!! المشكلة ليست في الفنانين.. المشكلة في الورق.. أين الورق؟!! (تقصد النصوص)!
    ...............؟
    الزي الشرعي ليس معناه الرثاثة والبهدلة وعدم النظافة وقلة الهندام.. الزي الشرعي له مواصفات بحيث لا يشف ولا يصف ولا يكون زينة في نفسه ولا بهرجة وتشبهاً بالمائلات المميلات.. ومن ثم فعلى الأخت المحجبة أن تزداد بحجابها جمالاً وبهاء، خاصة في بيتها وأسرتها وأمام زوجها.. ولها إن شاء الله تعالى الزينة الكبرى من السندس والإستبرق والحلي في الجنة بإذن الله عز وجل.
    المذيعات المحجبات..............؟
    هذه المسألة ليست بحاجة إلى رأي أحد.. فلابد من ظهورهن على الشاشة بحجابهن الجميل. ومعركتنا اليوم معركة أخلاق قبل كل شيء.. ونحن نراهن محجبات في قناة الشارقة والجزيرة والمنار.. والحمد لله فقد أنصفهم القضاء أخيراً.
    ...............؟
    كلام الرحيم الرحمن يجب ألا يناقش.. نعم.. يجب أن يُفهم وأن يتم تدبره، لكن يجب ألاَّ يكون عرضة للرفض أو القبول.. لأنه كلام رب العالمين، الذي خلق فسوى، والذي قدَّر فهدى.. والذي أمات وأحيا.. هذا.. إذا كنا مؤمنين بالموت والبعث والحساب.. أما إذا كان كلام الله سنأخذه على أنه "تسالي"!! و"دردشة".. فهذا كلام الكافرين الذين كانوا يقولون: وكنا نخوض مع الخائضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46) حتى" أتانا اليقين (47) فما تنفعهم شفاعة الشافعين (48) (المدثر).
    ..................؟
    أنا أعجب من ضيق هؤلاء الناس من الحجاب.. "هو الحجاب بيقرصكم"!! لماذا يفهم هؤلاء الإسلام على أنه "تكشير" و"تبويز" و"توهان".. الإسلام دين الرقة والرحمة والجمال والطرفة المؤدبة والراقية.. بل هو التذوق الجمالي الصحيح للحياة والأحياء.
    ..................؟
    أنا قارئة جيدة جداً.. ولغتي العربية سليمة جداً.. وأنا أتذوق اللغة وأدبها وتراثها.. ومرحباً بأي نص عظيم أعمل فيه وأقدم من خلاله رسالة ديني.. ومفاهيم إسلامي.. أين هم الكتَّاب الذين يخلصون لهذه الأعمال العظيمة؟ وللعلم.. هي مربحة لهم جداً في الدنيا والآخرة.
    ..................؟
    نعم.. كنت كثيراً ما أسأل الشيخين الشعراوي والغزالي عليهما رحمة الله تعالى وكنت أسأل الشيخ المحلاوي ود.عمر عبدالكافي.. والعلماء الآن ما شاء الله.. منوَّرين في كل مكان. وقد ثبتني الشيخ وجدي غنيم في إحدى خطبه.
    ..................؟
    هي جولة طويلة مع القرآن الكريم.. الذي يدعونا بنفسه إليه.. إذا نحن تدبرناه وحاولنا فهمه.. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر 17 (القمر)، فكنت أحاول فهم المعاني.. وأسأل أهل الذكر.. وكنت أحاول جاهدة أن أعمل بما علمت.. وأستطيع الآن أن أقول: إنني أشعر بمنتهى راحة البال، وهدوء الضمير.. فأنا حساسة جداً، وواضحة جداً جداً.. وأعرف جيداً أن الخط المستقيم هو أقصر المسافات بين نقطتين.. والقرآن ينادي بوضوح وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون 153 (الأنعام).
    ...................؟
    ليس ذلك على المستوى الفردي فحسب، بل إن كل مشكلاتنا لها في القرآن والسنة أصح وأقرب وأوضح الحلول... وأنا أعجب من إنسان مريض.. بين يديه الدواء النافع.. ورغم ذلك تراه مصراً على عدم تناول العلاج.. بل وتراه بغبائه وجهله يفضل الانتحار.وعجلت إليك ربِّ لترضى..................؟
    أحاول قدر الإمكان أن أسخر ما تبقى لي من عمري لديني وربي.. فالمسلم لا يسأم من الخير حتى يكون منتهاه الجنة.
    ...................؟
    الله دائماً عند حسن الظن به.. وإذا تجلَّت للإنسان لحظة الصدق مع النفس.. يجب أن ينتصر فيها على نفسه وشيطانه.. وألا يدعها تفلت منه، وإلا فهو كاذب على نفسه مهما ادَّعى.
    ...................؟
    كان كثير من الناس يخشون لساني قبل الالتزام، أما الآن فإنني أستطيع القول إنني أمسك زمام لساني إلى حد كبير، بل أستطيع تحويله إلى "لسان خير": "فخياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام إذا فقهوا" كما ورد في الحدث الشريف.
    ...................؟
    لا.. لم أرتق بعد أن أصبح داعية الإسلامية، ولكننا نصلح جميعاً أن نكون دعاة فيما نعلم، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "بلغوا عني ولو آية".. وأنا أؤمن إيماناً راسخاً بأن أفضل دعوة هي دعوة الحال.. أي دعوة السلوك، "فعمل رجل في ألف رجل، يعدل قول ألف رجل لرجل"!!! وأنا مازلت أدرس في علوم الإسلام التي غبت عنها كثيراً.. وللعلم.. دراسة الإسلام متعة ما بعدها متعة.. بل هي متعة المتع.. حين يكتشف الإنسان الجمال الذي كان بين يديه وأمام عينيه.. وكان لا يعلم عنه شيئاً.. ولم يشعر بجماله وكماله إلا عندما بدأ يتذوقه ويحياه علمياً وعملياً.. وأمام كل منا ميادين دعوية عديدة.. إن أهملها أصبح من المفرطين في حق الله ورسوله وحق نفسه عليه.. وهي ميادين الأهل والأقارب والجيران والزوج والأولاد والناس بصفة عامة... فنحن جميعاً دعاة في هذه الميادين بسلوكنا.
    ...................؟
    أمامنا آلاف النماذج من القدوات الصالحة، والنماذج التي تظل صالحة للتأسي بها إلى قيام الساعة.. أمامنا أمهات المؤمنين الصالحات القانتات التائبات العابدات.. وأمامنا آل البيت الأطهار الأخيار الذين قال الله فيهم: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا 33 واذكرن ما يتلى" في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا 34(الأحزاب).
    وهذا التوجيه لهن ولغيرهن من النساء، فهن القمة.. وهن القدوة.. وهن المثال في التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل وأمامنا كذلك نساء السلف الصالح.. وأمامنا في عصرنا المجاهدات الفلسطينيات اللاتي يقدمن أولادهن شهداء أبراراً عن رضى كامل بأن هذا العمل الجليل في سبيل الله عز وجل.. وأمامنا المجاهدات الصابرات في الشيشان والعراق والبوسنة.
    فالتزام المرأة المسلمة ليس محصوراً في بعدها عن التبرج والزينة واقتحام عالم الرجال الأجانب.. إنما التزام المسلمة يعني تقديم القدوة الحسنة في أي مجال تستطيع العمل فيه.. ليكون التزامها التزاماً إيجابياً صحيحاً مقروناً بفعل الصالحات كما يقول الله تعالى: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3) (العصر).
    ..................؟
    نعم.. الفن رسالة.. تكتسب حكمها الشرعي حسب توجيهها.. ونحن بأمس الحاجة إلى فن شريف نظيف هادف.. ليكون بديلاً عمَّا نراه ونشاهده من هبوط وإسفاف وسطحية وجهالة.. لا تخاطب سوى الغرائز البهيمية.. وأنا أقول: نعم للأدوار الدينية الممتلئة، وللأعمال الاجتماعية والإنسانية الراقية الملتزمة التي تؤدي رسالة سامية بشرط ألا يكون في العمل بكامله ما يخالف شرع الله عز وجل، والفرق بين الخير والشر يدركه الإنسان النظيف بفطرته المستقيمة، ولا أحب أبداً أن ننحصر في زوايا الحياة بحجة الالتزام.. وأمامنا مئات الروايات الجميلة، والأحداث والقضايا الإنسانية الراقية التي تنادي الفن والفنانين والفنانات لكي تقدمها للناس عبر أعمال هادفة من خلال كتائب فنية راقية تحترم أنفسها، وتدرك رسالتها ولا تسف أو تهبط أو تسقط بحجة أن "الجمهور عايز كده".. وأمامنا تاريخنا وتراثنا وسير أسلافنا.. التي يبحث عنها الغرب الآن لتقديمها للناس.. وبالقطع سيقدمها من منظوره هو!!
    ..................؟
    أمامنا مئات النماذج النسائية كما قلت.. والحيل الفنية، والمعالجات الماهرة لا يجب أن تصطدم بالحرام، أو تخل بالمبادئ أو تجترئ على المحاذير.. وفي المعاريض مندوحة كما يقولون.
    ..................؟
    منذ طفولتي أدركت الخير والشر، وتعلمت الصواب والخطأ.. وأستطيع التفريق بينهما بكل سهولة.. وأستطيع الآن أن أقول: إنني أتمتع بالراحة والطمأنينة والسكينة.. بل والشفافية.. كما أستطيع القول: إنني وجدت نفسي من جديد.
    ..................؟
    كل إنسانة مسلمة داخلها ضمير يناديها بالفضيلة وخاصة الحجاب، ولا تستطيع إنكاره أبداً.. خاصة الإنسان الفنان، لأنه مرهف الحس، وراقي المشاعر، ورفيع الذوق.. ومن لا ترتدي الحجاب إما أن تكون مدركة له تعلم تماماً مدى تقصيرها.. أو تكون غير مدركة وهي بحاجة إلى من يرشدها ويدلّها.. وأعتقد أن أي مسلمة قرأت القرآن أو سمعته.. خاصة سورتي "النور" و"الأحزاب" لا تستطيع أن تكابر في هذه الحقيقة.. وهي حقيقة فرضية ارتداء المرأة المسلمة للحجاب.. فهو فرض لا يستطيع إنكاره إلا من يصرّ على المعصية والعياذ بالله.. والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. فاللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 3:37 am